أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة للدكتور محمد حرز “الزكاة والصدقات ودورهما في التنمية المجتمعية”

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : “الزكاة والصدقات ودورهما في التنمية المجتمعية” ، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 1 شعبان 1443هـ، الموافق 4 مارس 2022م.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 4 مارس 2022م بصيغة word بعنوان : “الزكاة والصدقات ودورهما في التنمية المجتمعية” ، للدكتور محمد حرز.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 4 مارس 2022م بصيغة pdf بعنوان : “الزكاة والصدقات ودورهما في التنمية المجتمعية” ، للدكتور محمد حرز.

 

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 4 مارس 2022م بعنوان : “الزكاة والصدقات ودورهما في التنمية المجتمعية” .

 

أولًا: الزكاةُ والصدقةُ تطهيرٌ للنفسِ وتكافلٌ للمجتمعِ.

ثانيــــًا : دينُنَا دينُ التكافلِ والتراحمِ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 4 مارس 2022م  بعنوان : “الزكاة والصدقات ودورهما في التنمية المجتمعية”  : كما يلي:

 

خطبةُ الجمعةِ القادمةِ بعنوان: الزكاةُ والصدقاتُ ودورُهُمَا في التنميةِ  المجتمعيةِ 

 د. محمد حرز                                           بتاريخ: 1 شعبان  1443هــ –  4 مارس 2022م

الحمدُ للهِ القائلِ في محكمِ التنزيلِ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِـهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُـزَكِّيهِمْ بِهَا﴾ التوبة 103، وَأَشْهَدُ أنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَلي الصالحين، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَصفيُّهُ مِن خلقِهِ وخَلِيلُهُ القائلُ كما في حديثِ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ العِبَادُ فِيهِ، إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، فاللهم صلِّ وسلمْ وزدْ وباركْ على النبيِّ  المختارِ وعلى آلهِ وأصحابِهِ الأطهارِ الأخيارِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ، وَسَلِّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا.  أمّا بعدُ …..فأوصيكُم ونفسِي أيُّها الأخيارُ بتقوىَ العزيزِ الغفارٍ{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }سورة  أل عمران (102).  

(( الزكاةُ والصدقاتُ ودورُهُمَا في التنميةِ  المجتمعيةِ))  عنوانُ وزارتِنَا وعنوانُ خطبتِنَا

عناصرُ اللقاءُ: 

أولًا: الزكاةُ والصدقةُ تطهيرٌ للنفسِ وتكافلٌ للمجتمعِ.

ثانيــــًا : دينُنَا دينُ التكافلِ والتراحمِ.

أيُّها السادةُ : بدايةً ما أحوجنَا في هذهِ الدقائقِ المعدودةِ إلي أنْ يكونَ حديثُنَا عن الزكاةِ والصدقاتِ ودورِهِمَا في التنميةِ  المجتمعيةِ وخاصةً بعدمَا أعلنَ وزيرُ الأوقافِ (حفظه الله) عن انطلاقِ بشائرِ الخيرِ صكوكِ الإطعامِ في ضوءِ مساهمةِ وزارةِ الأوقافِ في تنميةِ المجتمعِ. وخاصةً وأنَّهُ لا يخفَى على أحدٍ ما تمرُّ بهِ البلادُ والعبادُ مِن جراءِ هذا الفيروسِ الرهيبِ وهذا الوباءِ العظيمِ الذي توقفتْ فيهِ الأعمالُ، وضاقتْ فيه الأرزاقُ على الكثيرِ مِن الناسِ، واتسعتْ دائرةُ الفقرِ بينَ الناسِ وارتفعتْ الأسعارُ وكَثُرَ الجشعُ والطمعُ عندَ الكثيرين مِن الناسِ فمَا أجوجنَا إلى تفعيلِ دورِ الزكاةِ والصدقةِ في المجتمعاتِ فمَا جاعَ فقيرٌ وربّ الكعبةِ إِلّا بشحِّ غنيٍّ ولا حولَ ولا قوةَ إلّا باللهِ، فما أحرَى أنْ يقفَ الأغنياءُ بجانبِ الفقراءِ وأنْ يمدُوا إليهم يدَ الرحمةِ والمعونةِ والعطفِ والإحسانِ، وما أجملَ المجتمعاتُ التي تتماسكُ وتتكاتفُ لتصلَ بأيدِي أبنائِهِا وسواعدِهِم، وتعاونِهِم إلى بَرِّ الحياةِ الكريمةِ الطيبةِ.

 

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة

أولًا : الزكاةُ والصدقةُ تطهيرٌ للنفسِ وتكافلٌ للمجتمعِ

أيُّها السادةُ: الصدقةُ نوعانِ، واجبةٌ وهي الزكاةُ المفروضةُ، ومندوبةٌ وهي الصدقةُ على الفقراءِ والمساكينِ واليتامىَ، والشريعةُ الإسلاميةُ الغراءُ اهتمّتْ اهتمامًا كبيرًا بتنظيمِ حركةِ المالِ لخطورتِهِ وأهميتِهِ الكبيرةِ في الحياةِ، وعليه يتوقفُ أداءُ الكثيرِ مِن العباداتِ، وأمورُ الخلقِ وإعمارُ الأرضِ. وللزكاةِ أثرٌ كبيرٌ في تطهيرِ النفوسِ وتزكيتِهَا مِن البخلِ والشُّحِ وحبِّ النفسِ للمالِ وإيثارِهَا على مَن يحتاجُهَا والتي تقتلُ هذه الأمراضَ التي تكونُ في النفسِ البشريّةِ، فيصبحُ الغنيُّ يساعدُ الفقيرَ مِن مالِهِ ممّا يؤثرُ هذا المالَ الذي جمعَهُ ويحبُّهُ الى أخيهِ الفقيرِ. والزكاةُ عبادةٌ ماليةٌ لها أهميتُهَا الكُبرى على الصعيدِ الاقتصادِي والاجتماعِي والدينِي، وكيفَ لَا؟ واللهُ جلَّ وعلاَ جعلَ القيامَ بها سببًا مِن أسبابِ نُصرتِهِ لعبادِهِ المؤمنين، قالَ ربُّنَا{ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ  إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إن مَكَّنَّاهُمْ فِي الأرْضِ أَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأمُورِ} «سورة الحج، آية 40 41. وكيف لا؟ والزكاةُ ركنٌ مِن أركانِ الدينِ وعمودٌ مِن أعمدةِ الإسلامِ وشعيرةٌ مِن شعائرِ الإيمانِ وعلامةٌ فارقةٌ بينَ الإيمانِ والنفاقِ وتزكيةٌ للنفسِ ونماءٌ للمالِ  قالَ ربُّنَا((وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِين) ( البقرة43) و في الصحيحينِ، قالَ صلَّى اللهُ عليه وسلمَ  عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضى اللهُ عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم  بُنِىَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَالْحَجِّ ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ .والزكاةُ  سَبَبٌ لِدُخُولِ الْجَنَّةِ، فَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الجَنَّةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “تَعْبُدُ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. وكيف لا؟ والصدقةُ تنميةٌ وزيادةٌ للأموالِ ، وتنميةٌ للأجرِ والثوابِ، وسدٌ لحاجاتِ الفقراءِ والمحتاجين، وسبيلٌ لجلبِ السعادةِ إلى نفوسِهِم، ورسمُ الابتسامةِ على شفاهِهِم ، ووسيلةٌ لتحقيقِ التكافلِ الاجتماعِي بينَ أفرادِ المجتمعِ الواحدِ، وطريقٌ إلى انتشارِ الرحمةِ والتآخِي والمودةِ بينَ الناسِ, والصدقةُ تدفعُ بفضلِ اللهِ النِقمَ والمكارهَ والأسقامَ والأوبئةَ التي انتشرتْ في زمنِنَا قالَ ربُّنَا﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ التوبة: 103 وعن أَبي كَبْشَةَ عمروِ بنِ سَعدٍ الأَنْمَاريِّ : أَنَّهُ سمعَ رسولَ اللَّه ﷺ يَقُولُثَلاثَةٌ أُقْسِمُ عَلَيهِنَّ، وَأُحَدِّثُكُم حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ: مَا نَقَصَ مَالُ عَبدٍ مِن صَدَقَةٍ، وَلا ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلَمَةً صَبَرَ عَلَيهَا إِلَّا زَادَهُ اللَّهُ عِزًّا، وَلا فَتَحَ عَبْدٌ بَابَ مَسأَلَةٍ إِلَّا فَتَحَ اللَّه عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ ) وكيف لا؟ والصدقةُ تجعلُ الإنسانَ في ظلِّ عرشِ الرحمنِ يومَ لا ظلَّ إلّا ظلهُ يومَ تدنُو الشمسُ من الرؤوسِ يومَ يلجمُ العرقُ الناسَ إلجامًا فعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ منهم وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ) رواه البخاريُّ    وكيف لا؟  والصدقةُ سببٌ مِن أسبابِ النجاةِ مِن النارِ كما قالَ نبيُّنَا  صلِّى  اللهُ عليه وسلمَ)) اتقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ) رواه البخاريُّ. وعن عَدِىِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلمَ- « مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ سَيُكَلِّمُهُ اللَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلاَ يَرَى إِلاَّ النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ »رواه مسلم

تذكرْ وقوفَكَ يومَ  العرضِ  عريانَا        مستوحشًا قلقَ الأحشاءِ حـيرانَا

النارُ تلهبُ  مِن غيظٍ ومِن  حَنقٍ        على العصاةِ وربُّ العرشِ غَضبانَا

اقرأْ كتابَكَ يا عبدُ على مَهَـلٍ        فهل تَرى فيه حرفًا غـيرَ ما كانَا

فلما  قرأتَ ولم  تنكرْ قراءتـَهُ        وأقررتَ إقرارَ مَن عَرفَ الأشياءَ عرفـانَا

نادي  الجليلُ خُذُوه يا  ملائكَتِي        وامضُوا بعبدٍ  عصَا للنارِ عطشانَا

وكيف لا؟ ولقد أعلنَ الصديقُ رضي اللهُ عنه الحربَ على مَن منعَ الزكاةَ مِن العربِ بعدَ موتِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلمَ  وقالَ :وَاللَّهِ لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ، فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ المَالِ، وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَاتَلْتُهُم (مُتَّفَقٌ عليه. ولا شكَّ أنَّ منعَ الزكاةِ عن مستحقِّيهَا له ضررٌ على مانعِهَا وعلى المجتمعِ أيضًا، فأمَّا الضررُ على مانعِهَا فإنَّهُ متوعدٌ بالعذابِ الأليمِ مِن ربِّ العالمين قالَ جلَّ وعلا: ﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ. يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ﴾التوبة:34-35.فإنَّ منعَ الزكاةِ بخلًا بها وحرصًا وجشعًا مِن أكبرِ الكبائرِ وأقبحِ الجرائمِ، فقد روَى البخاريُّ عن أبِي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلمَ:  مَن آتَاهُ اللَّهُ مَالًا، فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ مُثِّلَ له مَالُهُ يَومَ القِيَامَةِ شُجَاعًا أقْرَعَ له زَبِيبَتَانِ يُطَوَّقُهُ يَومَ القِيَامَةِ، ثُمَّ يَأْخُذُ بلِهْزِمَتَيْهِ – يَعْنِي بشِدْقَيْهِثُمَّ يقولُ أنَا مَالُكَ أنَا كَنْزُكَ، ثُمَّ تَلَا (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)  آل عمران:180بل منعُ الزكاةِ مِن أسبابِ عدمِ إنزالِ المطرِ وانتشارِ الجوعِ فعن عبدِاللهِ بن عمرَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلمَ: يا مَعْشَرَ المهاجرينَ ! خِصالٌ خَمْسٌ إذا ابتُلِيتُمْ بهِنَّ ، وأعوذُ باللهِ أن تُدْرِكُوهُنَّ : لم تَظْهَرِ الفاحشةُ في قومٍ قَطُّ ؛ حتى يُعْلِنُوا بها ؛ إلا فَشَا فيهِمُ الطاعونُ والأوجاعُ التي لم تَكُنْ مَضَتْ في أسلافِهِم الذين مَضَوْا ، ولم يَنْقُصُوا المِكْيالَ والميزانَ إِلَّا أُخِذُوا بالسِّنِينَ وشِدَّةِ المُؤْنَةِ ، وجَوْرِ السلطانِ عليهم ، ولم يَمْنَعُوا زكاةَ أموالِهم إلا مُنِعُوا القَطْرَ مِن السماءِ )وأمَّا ضررُ منعِهَا على المجتمعِ: يُؤدِي إلى البغضاءِ والحقدِ والكراهيةِ والغلِّ والشحناءِ والضغينةِ نحوَ الأغنياءِ وانتشارِ الفقرِ والعوزِ وجرائمِ القتلِ والسرقةِ والفسادِ بينَ أفرادِ المجتمعِ ولا حولَ ولا قوةَ إلّا باللهِ، وشرعَ اللهّ -تعالى- الزكاةَ لِتحقيقِ مصالحَ وأهدافٍ عديدةٍ، مِن أهمِّهَا:

 تحقيقُ التكافلِ الاجتماعيِّ بينَ أفرادِ المجتمعِ ياسادةٌ، حيثُ إنّ الزكاةَ التي يُخرجُهَا المسلمُ كفيلةٌ بأنْ تُشعرَهُ بواجبهِ في النهوضِ بمجتمعِهِ والمشاركةِ في تحمّلِ المصاعبِ التي يواجهُهَا، وبذلك تكونُ سببًا في منعِ انتشارِ جرائمِ الفسادِ مِن القتلِ والنّهبِ والسرقةِ الناجمةِ مِن الفوارقِ الطبقيّةِ، فتعمُّ المحبةُ والمودّةُ في المجتمعِ، ويتحقّقُ فيه ما قالَهُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  إذْ يقولُ كما في صحيحِ مسلمٍ مِن حديثِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) وسدِّ حاجةِ الفقراءِ والمساكين وصونِ كرامتِهِم، وإدخالِ البهجةِ والسُّرورِ إلى قلوبِهِم، كما قالَ ربُّنَا (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ* لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) والقضاءِ على البطالةِ وقلّةِ العملِ بينَ أفرادِ المجتمعِ، وذلك لأنَّ الزكاةَ تقضِي على أهمِّ أسبابِهَا، وهو الفقرُ والحاجةُ، فيحقُّ للفقيرِ أخذَ مقدارٍ مِن مالِ الزكاةِ الذي يُمكّنُهُ مِن القيامِ بما يوافقُ ويتلاءمُ مع خبرتِهِ مِن الأعمالِ ليكتفِي بهِ وليعيشَ عيشةً هنيئةً في مجتمعٍ متماسكٍ مترابطٍ ينعمُ أفرادُهُ بالحبِّ والمودةِ والوفاقِ قالَ ربُّنَا: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات:10،

أحزانُ قلبِي لا تزول – حتى أبشرَ بالقبولِ
و أرَى كتابِي باليمين – وتقرُّعينِي بالرسولِ

 وأرجئُ الحديثَ عنها إلى ما بعدَ جلسةِ الاستراحةِ  أقولُ قولِي هذا واستغفرُ اللهَ لِي ولكُم                                                                

 الخطبةُ الثانيةُ الحمدُ للهِ ولا حمدَ إلّا لهُ وبسمِ اللهِ ولا يُستعانُ إلّا بهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ  …………………. وبعدُ

 

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة

ثانيــــًا: دينُنَا دينُ التكافلِ والتراحمِ

أيُّها السادةُ: دينُنَا دينُ التكافلِ دينُ التراحمِ دينُ الرحمةِ والمودةِ والألفةِ دينُ التعاونِ كمَا قالَ ربُّنَا ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ المائدة: 2،وكمَا  قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلمَ  كما في صحيحِ البخارِي ومسلمٍ منْ حديثِ أَبِي مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ) فشبَّهَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلمَ  ترابطَ المسلمينَ بالبنيانِ القويِّ الشامخِ الذي لا تهزُّهُ الزلازلُ والعواصفُ.

ونبيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نبيُّ الرحمةِ والتعاطفِ كانَ كالريحِ المرسلةِ لا يمسكُ شيئًا ,كانَ أجودَ الناسِ، وكانَ أجودَ ما يكونُ في رمضانَ، فالرسولُ صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسلم أجودُ بالخيرِ مِن الريحِ المرسلةِ، وفي صحيحِ مسلمٍ  كما في حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إ ما سُئِلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ علَى الإسْلَامِ شيئًا إلَّا أَعْطَاهُ، قالَ: فَجَاءَهُ رَجُلٌ فأعْطَاهُ غَنَمًا بيْنَ جَبَلَيْنِ، فَرَجَعَ إلى قَوْمِهِ، فَقالَ: يا قَوْمِ أَسْلِمُوا، فإنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عَطَاءً لا يَخْشَى الفَاقَةَ(وإياكَ والبخلَ، فالبخلُ ليس مطلوبًا ولا مرغوبًا، لذا استعاذَ منه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلم فقالَ كما في حديثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ) فلماذا البخلُ والشحُّ عبادَ اللهِ مع أنَّ اللهَ تباركَ وتعالى يبغضُ البخيلَ في حياته كما في حديث عبدِ اللهِ بن عمروٍ  قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إيَّاكُم والشُّحَّ، فإنَّمَا هلَكَ مَن كانَ قبلَكُم بالشُّحِّ، أمرَهُم بالبخلِ فبخِلوا، وأمرَهُم بالقَطيعةِ فقطعوا، وأمرَهُم بالفجورِ ففجَروا( .رواه أبو داود

فالزكاةُ  والصدقاتُ هما عمادُ التكافلِ بينَ المجتمعاتِ الإسلاميةِ، ولهمَا المردوداتُ الإيجابيةُ في خَلقِ مجتمعٍ مسلمٍ نظيفٍ يحبُّ بعضُهُ بعضًا،ولهمَا دورٌ كبيرٌ في تنميةِ المجتمعاتِ وبجانبِ كونِ الزكاةِ عبادةٌ دينيةٌ واجبةٌ على المسلمِ، فإنَّها على المستوَى الماليِّ تجارةٌ مع اللهِ جلَّ وعلا، قالَ ربُّنَا ﴿ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ ﴾ الروم: 39.فاللهَ اللهَ في الإنفاقِ، اللهَ اللهَ في البرِّ، اللهَ اللهَ في إخراجِ الزكواتِ والصدقاتِ، اللهَ اللهَ في التكافلِ والتراحمِ والتعاونِ،  قالَ جلَّ وعلا(لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) (آل عمران/92)

                                    كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه  د/ محمد حرز

                                                  إمام بوزارة الأوقاف

 _______________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »